في اتجاه تطوير مجلس الشورى ليواكب 2030
أتصور أننا يمكن أن نقوم بعملية تفعيل لمجلس الشورى ليقوم بدور أكثر فاعلية ، ويؤدي مهاماً إيجابية أوسـع . وأعتقد أن الوقت قد حان لأن نجري بعض التعديلات عليه ، وأن نستحدث فيه بعض التغييرات التي تمكنه من المشاركة الإيجابية في وضع خطط الوزارات بمختلف قطاعاتها والإشراف على تنفيذها عبر مراحلها المختلفـة ، ومن ثم تقييم الأداء في نهاية السنة المالية .
خاصةً والمجلس ـ كمؤسسة استشارية ـ في شكله الحالي يؤدي عمله الاستشاري عبر لجان متخصصة ، تهتم كل لجنة بملف قطاعي محدد ، إنتاجـي كان هذا الملف أم خدماتي .
وهذا الوضع يتيح لكل عضو في لجنة القطاع المعين أن يكون ملماً بكل حقائقه ووقائعه ومطلعاً على تفاصيله ، وبهذه المثابة فإنه ، وبحكم ابتعاده النسبي عن تفاصيل العمل اليومية بالوزارة التي تختص بالقطاع المعين ، يكون أقدر من المشرفين والمنفذين للخطط والبرامج على الرؤية الكلية الواضحة للعملية في شموليتها .
لذا فإن الفائدة من إطلاع اللجنة على خطة الوزارة أو القطاع حال إعدادها وقبل إجازتها النهائية من مجلس الوزراء يمكن أن يحقق فوائد جمة ، إذ قد تضيف إليها أو تحذف منها أو تقترح تعديلات معينة عليها ، مما فيه فائدة الجميع ، سواء على الخطة أو برامج العمل .
كما أعتقد أن المجلس الاستشاري كصيغة تستمد جذورها من مفهوم الشريعة الإسلامية ، كما تستند على الأعراف العربية الموروثة ، حيث يعتبر التشاور والتناصح من أسس الاجتماع العربي القديم ، حيث تسود الشفافية والوضوح في مناقشة القضايا العامة ، قابلة للتطوير بشكل دائم ومستمر . فهي ثابتة كمبدأ ، ومركوزة في وجداننا .. إلا أنها متحركة ومتغيرة كأسلوب ، وآليات ، وممارسـة ، ويمكن أن تنتقل من المستوى الخاص ، المحدود .. إلى العام اللامحدود . وأن تطويرها حسب متطلبات حركة المجتمع والعالم المتغيرة لهو الضمان الوحيد لإبداع صيغ من العمل والإدارة تستمد جذورها من صلب عقيدتنا وتقاليدنا وأعرافنا ، بدلاً من اللهاث وراء كل ما تنتجه مصانع العقول في الغرب من مفاهيم وقيم ، وأساليب علم وإدارة تكون في النهاية هي محصلة تجربة مجتمع آخـر . ولا أحد يماري في أن هذا التطوير يأتي الآن في وقته تماماً في ظل المسـتجدات العالمية ، وفى ظل هجمة العولمة ومقتضياتها السياســية والإقتصادية حيث أصبح العالم بيتاً ـ لا قرية ـ واحداً مفتوحةً أبوابه ونوافذه على الآخر بشكل غير مسبوق من قبل . خاتمة : ****** ليس المواطن وحده الآن من نريد أن يطلع على عمل المجلس ، بل والعالم كله أيضاً نريده أن يطلع عليه . وقد لا أحتاج لسرد المبررات المنطقية لذلك .
والله من وراء القصد ، وهو المستعان ،،،